يقول تعالى " وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ " .
أي: جاء الذين تهاونوا, وقصروا منهم في الخروج, لأجل أن يؤذن لهم في ترك الجهاد, غير مبالين في الاعتذار, لجفائهم, وعدم حياتهم, وإتيانهم بسبب ما معهم من الإيمان الضعيف.
وأما الذين كذبوا اللّه ورسوله منهم, فقعدوا وتركوا الاعتذار بالكلية.
ويحتمل أن معنى قوله " الْمُعَذِّرُونَ " أي: الذين لهم عذر, أتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, ليعذرهم, ومن عادته, أن يعذر من له عذر.
" وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " في دعواهم الإيمان, المقتضي للخروج, وعدم علمهم بذلك.
ثم توعدهم بقوله " سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " في الدنيا والآخرة.