ثم حث على قتالهم, وهيج المؤمنين بذكر الأوصاف, التي صدرت من هؤلاء الأعداء, والتي هم موصوفون بها, المقتضية لقتالهم فقال: " أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ " الذي يجب احترامه, وتوقيره, وتعظيمه؟ وهموا أن يجلوه ويخرجوه من وطنه, وسعوا في ذلك ما أمكنهم.
.
" وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ " حيث نقضوا العهد, وأعانوا عليكم.
وذلك حيث أعانت قريش - وهم معاهدون - بني بكر حلفاءهم, على خزاغة, حلفاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم, وقاتلوا معهم كما هو مذكور مبسوط في السيرة.
" أَتَخْشَوْنَهُمْ " في ترك قتالهم " فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " .
فاللّه أمركم بقتالهم, وأكد ذلك عليكم غاية التأكيد.
فإن كنتم مؤمنين, فامتثلوا لأمر اللّه, ولا تخشوهم, فتتركوا أمر اللّه.