أي: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ " أيها الرجال والنساء, المنتشرون في الأرض على كثرتكم وتفرقكم.
" مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " وهو: آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم.
" وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا " أي: خلق من آدم زوجته حواء " لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا " لأنها إذا كانت منه, حصل بينهما من المناسبة والموافقة, ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر, فانقاد كل منها إلى صاحبه, بزمام الشهوة.
" فَلَمَّا تَغَشَّاهَا " أي تجللها مجامعا لها قدر الباري أن يوجد من تلك الشهوة, وذلك الجماع, النسل, وحينئذ " حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا " وذلك في ابتداء الحمل, لا تحس به الأنثى, ولا يثقلها.
" فَلَمَّا " استمرت و " أَثْقَلَتْ " به حين كبر في بطنها, فحينئذ صار في قلوبهما الشفقة على الولد, وعلى خروجه حيا, صحيحا, سالما لا آفة فيه.
لذلك " دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا " ولدا " صَالِحًا " أي: صالح الخلقة تامها, لا نقص فيه " لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ " .