" وَقَالُوا " أي: المكذبون بالرسول, تعنتا وعنادا: " لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ " .
يعنون بذلك, آيات الاقتراح, التي يقترحونها.
بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة.
كقولهم " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا " الآيات.
" قُلْ " مجيبا لقولهم: " إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً " فليس في قدرته قصور عن ذلك.
كيف, وجميع الأشياء منقادة لعزته, مذعنة لسلطانه؟! " وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " فهم - لجهلهم وعدم علمهم - يطلبون ما هو شر لهم من الآيات, التي لو جاءتهم, فلم يؤمنوا بها - لعوجلوا بالعقاب, كما هي سنة الله, التي لا تبديل لها.
ومع هذا, فإن كان قصدهم, الآيات التي تبين لهم الحق, وتوضح السبيل.
فقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم, بكل آية قاطعة, وحجة ساطعة, دالة على ما جاء به من الحق, بحيث يتمكن العبد في كل مسألة من مسائل الدين, أن يجد فيما جاء به, عدة أدلة عقلية ونقلية, بحيث لا تبق في القلوب, أدنى شك وارتياب.
فتبارك الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق, وأيده بالآيات البينات ليهك من هلك عن بينة, ويحيا من حي عن بينة, وإن الله لسميع عليم.