ولما بين كثيرا من الأوامر الكبار, والشرائع المهمة, أشار إليها, وإلى ما هو أعم منها فقال: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا " أي: هذه الأحكام وما أشبهها, مما بينه الله في كتابه, ووضحه لعباده, صراط الله الموصل إليه, وإلى دار كرامته, المعتدل السهل المختصر.
" فَاتَّبِعُوهُ " لتنالوا الفوز والفلاح, وتدركوا الآمال والأفراح.
" وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ " أي: الطرق المخالفة لهذا الطريق.
" فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ " أي: تضلكم عنه وتفرقكم, يمينا وشمالا.
فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم, فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم.
" ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " , فإنكم إذا قمتم بما بينه الله لكم, علما وعملا, صرتم من المتقين, وعباد الله المفلحين.
ووحد الصراط, وأضاف إليه, لأنه سبيل واحد موصل إليه.
والله هو المعين للسالكين, على سلوكه.