هذه أجل الشهادات الصادرة من الملك العظيم, ومن الملائكة, وأهل العلم, على أجل مشهود عليه, وهو توحيد الله, وقيامه بالقسط.
وذلك يتضمن الشهادة, على جميع الشرع, وجميع أحكام الجزاء.
فإن الشرع والدين, أصله وقاعدته, توحيد الله وإفراده بالعبودية, والاعتراف بانفراده, بصفات العظمة والكبرياء, والمجد, والعز, والقدرة, والجلال, ونعوت الجود, والبر والرحمة, والإحسان, والجمال وبكماله المطلق الذي لا يحصى أحد من الخلق, أن يحيطوا بشيء منه, أو يبلغوه, أو يصلوا إلى الثناء عليه, والعبادات الشرعية, والمعاملات وتوابعها, والأمر والنهي, كله عدل وقسط, لا ظلم فيه ولا جور, بوجه من الوجوه.
بل هو في غاية الحكمة والإحكام.
والجزاء على الأعمال الصالحة والسيئة, كله قسط وعدل.
" قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ " .
فتوحيد الله, ودينه وجزاؤه, قد ثبت ثبوتا لا ريب فيه, وهو أعظم الحقائق وأوضحها, وقد أقام الله على ذلك من البراهين, والأدلة, ما لا يمكن إحصاؤه وعده.
وفي هذه الآية: فضيلة العلم والعلماء, لأن الله خصهم بالذكر, من دون البشر.
وقرن شهادتهم, بشهادته وشهادة ملائكته.
وجعل شهادتهم, من أكبر الأدلة والبراهين, على توحيده ودينه وجزائه.
وأنه يجب على المكلفين قبول هذه الشهادة العادلة الصادقة.
وفي ضمن ذلك: تعديلهم, وأن الخلق تبع لهم, وأنهم, هم الأئمة المتبوعون.
وفي هذا من الفضل والشرف, وعلو المكانة, ما لا يقادر قدره.