هذا إخبار من الله تعالى أن اليهود ضربت عليهم الذلة, فهم خائفون أينما ثقفوا.
ولا يؤمنهم شيء إلا معاهدة, وسبب يأمنون به, يرضخون لأحكام الإسلام, ويعترفون بالجزية.
أو " وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ " أي: إذا كانوا تحت ولاية غيرهم ونظارتهم, كما شوهد حالهم سابقا ولاحقا.
فإنهم لم يتمكنوا في الوقت الأخير من الملك المؤقت في فلسطين, إلا بنصر الدول الكبرى, وتمهيدها لهم كل سبب.
" وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ " أي: قد غضب الله عليهم, وعاقبهم بالذلة والمسكنة.
والسبب في ذلك, كفرهم بآيات الله, وقتلهم الأنبياء بغير حق.
أي: ليس ذلك عن جهل, وإنما هو بغي وعناد.
تلك العقوبات المتنوعة عليهم " بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ " .
فالله تعالى, لم يظلمهم ويعاقبهم بغير ذنب.
وإنما الذي أجراه عليهم بسبب بغيهم وعدوانهم, وكفرهم وتكذيبهم للرسل, وجناياتهم الفظيعة.