فإذا حضروا, هم وإياهم, نزع اللّه " مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ " من الأمم المكذبة " شَهِيدًا " يشهد على ما جرى في الدنيا, من شركهم واعتقادهم, وهؤلاء بمنزلة المنتخبين.
أي: انتخبنا من رؤساء المكذبين, من يتصدى للخصومة عنهم, والمجادلة عن إخوانهم, وهم على طريق واحد.
فإذا برزوا للمحاكمة " فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ " أي: حجتكم ودليلكم, على صحة شرككم.
هل أمرناكم بذلك؟ هل أمرتكم رسلي؟ هل وجدتم ذلك في شيء من كتبي؟ هل فيهم أحد يستحق شيئا من الإلهية؟ هل ينفعوكم, أو يدفعون عنكم من عذاب اللّه, أو يغنون عنكم؟ فليفعلوا, إذا كان فيهم أهلية, وليروكم, إن كان لهم قدرة.
" فَعَلِمُوا " حينئذ, بطلان قولهم وفساده, و " أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ " تعالى: قد توجهت عليهم الخصومة, وانقطعت حجتهم, وأفلحت حجة اللّه.
" وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " من الكذب, والإفك, واضمحل, وتلاشى, وعدم.
وعلموا أن اللّه قد عدل فيهم, حيث لم يضع العقوبة, إلا بمن استحقها, واستأهلها