أي: ألم تشاهد ببصرك, عظيم قدرة الله, وكيف " يُزْجِي " .
أي: يسوق " سَحَابًا " قطعا متفرقة " ثُمَّ يُؤَلِّفُ " بين تلك القطع, فيجعله سحابا متراكما, مثل الجبال.
" فَتَرَى الْوَدْقَ " أي: الوابل والمطر, يخرج من خلال السحابة, نقطا متفرقة, ليحصل بها الانتفاع, من دون ضرر, فتمتلئ بذلك, الغدران, وتتدفق الخلجان, وتسيل الأودية, وتنبت الأرض من كل زوج كريم.
وتارة ينزل الله من ذلك السحاب, بردا يتلف ما يصيبه.
" فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ " أي: بحسب اقتضاء حكمه القدري, وحكمته التي يحمد عليها.
" يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ " أي: يكاد ضوء برق ذلك السحاب, من شدته " يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ " .
أليس الذي أنشأها وساقها لعباده المفتقرين, وأنزلها على وجه يحصل به النفع وينتفي به الضرر, كامل القدرة, نافذ المشيئة, واسع الرحمة؟.