" مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ " قال المفسرون معناه: مستكبرين به.
الضمير يعود إلى البيت, المعهود عند المخاطبين, أو الحرم.
أي: متكبرين على الناس بسببه, تقولون: نحن أهل الحرم, فنحن أفضل من غيرنا, وأعلى " سَامِرًا " أي: جماعة يتحدثون بالليل حول البيت " تَهْجُرُونَ " أي: تقولون الكلام الهجر, الذي هو القبيح في هذا القرآن.
فالمكذبون كانت طريقتهم في القرآن, الإعراض عنه, ويوصي بعضهم بعضا بذلك " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " وقال الله عنهم " أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ " " أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ " .
فلما كانوا جامعين لهذه الرذائل, لا جرم حقت عليهم العقوبة.
ولما وقعوا فيها, لم يكن لهم ناصر ينصرهم, ولا مغيث ينقذهم, ويوبخون عند ذلك بهذه الأعمال الساقطة " أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ " .