وكان اللائق, الاجتماع على هذا الأمر, وعدم التفرق فيه.
ولكن البغي والاعتداء, أبيا إلا الافتراق والتقطع.
ولهذا قال " وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ " أي: تفرق الأحزاب المنتسبون لأتباع الأنبياء فرقا, وتشتتوا, كل يدعي أن الحق معه, والباطل مع الفريق الآخر و " كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " وقد علم أن المصيب منهم, من كان سالكا للدين القويم, والصراط المستقيم, مؤتما بالأنبياء وسيظهر هذا, إذا انكشف الغطاء, وبرح الخفاء, وحشر الله الناس لفصل القضاء.
فحينئذ يتبين الصادق من الكاذب.
ولهذا قال: " كُلِّ " من الفرق المتفرقة وغيرهم " إِلَيْنَا رَاجِعُونَ " أي: فنجازيهم أتم الجزاء.