وقوله: " يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا " أي: لا ينفع أحد عنده من الخلق, إلا من أذن له في الشفاعة, ولا يأذن إلا لمن رضي قوله, أي: شفاعته, من الأنبياء والمرسلين, وعباده المقربين, فيمن ارتضى قوله, وهو المؤمن المخلص.
فإذا اختل واحد من هذه الأمور, فلا سبيل لأحد إلى شفاعة من أحد.
وينقسم الناس في ذلك الموقف قسمين.
ظالمين بكفرهم, فهؤلاء, لا ينالهم إلا الخيبة والحرمان, والعذاب الأليم في جهنم, وسخط الديان.
والقسم الثاني: من آمن الإيمان المأمور به, وعمل صالحا, من واجب ومسنون " فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا " أي: زيادة في سيئاته " وَلَا هَضْمًا " أي: نقصا من حسناته, بل تغفر ذنوبه, وتطهر عيوبه, وتضاعف حسناته.
" وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا " .