تفسير السعدي - سورة الكهف الآية ٩٠

سورة الناس تفسير السعدي

حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍۢ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًۭا ﴿٩٠﴾
أي لما وصل إلى مغرب الشمس كر راجعا, قاصدا مطلعها, متبعا للأسباب, التي أعطاه الله. فوصل إلى مطلع الشمس فـ " وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا " أي: وجدها تطلع على أناس ليس لهم ستر من الشمس. إما لعدم استعدادهم في المساكن, وذلك لزيادة همجيتهم وتوحشهم, وعدم تمدنهم. وإما لكون الشمس, دائمة عندهم, لا تغرب غروبا يذكر, كما يوجد ذلك في شرقي أفريقيا الجنوبي. فوصل إلى موضع انقطع عنه علم أهل الأرض, فضلا عن وصولهم إليه بأبدانهم. ومع هذا, فكل هذا بتقدير الله له, وعلمه به ولهذا قال " كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا " بما عنده من الخير والأسباب العظيمة وعلمنا معه, حيثما توجه وسار.
مشاركة الموضوع