يقول تعالى " قُلْ " للمشركين بالله الذين اتخذوا من دونه أندادا يعبدونهم, كما يعبدون الله, ويدعونهم كما يدعونه, ملزما لهم بتصحيح ما زعموه واعتقدوه إن كانوا صادقين.
" ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ " آلهة " مِنْ دُونِهِ " فانظروا هل ينفعونكم, أو يدفعون عنكم الضر.
" فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ " من مرض, أو فقر, أو شدة ونحو ذلك, فلا يدفعونه بالكلية.
" وَلَا " يملكون أيضا " تَحْوِيلًا " له من شخص إلى آخر, من شدة إلى ما دونها.
فإذا كانوا بهذه الصفة فلأي شيء تدعونهم من دون الله؟ فإنهم لا كمال لهم, ولا فعال نافعة.
فاتخاذهم آلهة نقص في الدين والعقل, وسفه في الرأي.
ومن العجب, أن السفه عند الاعتياد والممارسة, وتلقيه عن الآباء الضالين بالقبول, يراه صاحبه, هو الرأي السديد, والعقل المفيد.
ويرى إخلاص الدين لله الواحد الأحد المنعم بجميع النعم الظاهرة والباطنة, هو السفه, والأمر المتعجب منه, كما قال المشركون: " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " .