" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ " أي: تتوفاهم في هذه الحال, التي كثر فيها ظلمهم وغيهم, قد علم ما يلقى الظلمة في ذلك المقام, من أنواع العذاب والخزي والإهانة.
" فَأَلْقَوُا السَّلَمَ " أي: استسلموا, وأنكروا ما كانوا يعبدون من دون الله وقالوا: " مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ " .
فيقال لهم: " بَلَى " كنتم تعملون السوء, و " إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " فلا يفيدكم الجحود شيئا.
وهذا في بعض مواقف القيامة, ينكرون ما كانوا عليه في الدنيا, ظنا منهم أنه ينفعهم.
فإذا شهدت عليهم جوارحهم, وتبين ما كانوا عليه أقروا, واعترفوا.
ولهذا لا يدخلون النار, حتى يعترفوا بذنوبهم.