وفي هذه القصة من العبر: عنايته تعالى بخليله إبراهيم.
فإن لوطا عليه السلام, من أتباعه, ومن آمن به فكأنه تلميذ له.
فحين أراد الله إهلاك قوم لوط, حين استحقوا ذلك, أمر رسله أن يمروا على إبراهيم عليه السلام, كي يبشروه بالولد, ويخبروه بما بعثوا له, حتى إنه جادلهم عليه السلام في إهلاكهم, حتى أقنعوه, فطابت نفسه.
وكذلك لوط عليه السلام, لما كانوا أهل وطنه, فربما أخذته الرقة عليهم والرأفة بهم, قدر الله من الأسباب, ما به يشتد غيظه وحنقه عليهم, حتى استبطأ إهلاكهم لما قيل له: " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " .
ومنها: أن الله تعالى, إذا أراد أن يهلك قرية, زاد شرهم وطغيانهم.
فإذا انتهى, أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه.