فلما رجعوا إلى أبيهم, وأخبروه بهذا الخبر, اشتد حزنه, وتضاعف كمده, واتهمهم أيضا في هذه القضية, كما اتهمهم في الأولى.
و " قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ " أي: ألجأ في ذلك, إلى الصبر الجميل, الذي لا يصحبه تسخط, ولا جزع, ولا شكوى للخلق.
ثم لجأ إلى حصول الفرج, لما رأى أن الأمر اشتد, والكربة انتهت فقال: " عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا " أي: يوسف و " بنيامين " , وأخوهم الكبير, الذي أقام في مصر.
" إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ " الذي يعلم حالي, واحتياجي إلى تفريجه ومنته, واضطراري إلى إحسانه.
" الْحَكِيمُ " الذي جعل لكل شيء قدرا, ولكل أمر منتهى, بحسب ما اقتضته حكمته الربانية.