فلما رأى موسى, القسوة والإعراض من فرعون وملإه, دعا عليهم, وأمن هارون على دعائه, فقال: " رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً " يتزينون بها من أنواع الحلي والثياب, والبيوت المزخرفة, والمراكب الفاخرة, والخدام.
" وَأَمْوَالًا " عظيمة " فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ " .
أي: إن أموالهم, يستعينون بها على الإضلال في سبيلك, فيضلون ويضلون.
" رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ " أي: أتلفها عليهم: إما بالهلاك, وإما بجعلها حجارة, غير منتفع بها.
" وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ " أي: قسها " فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " .
قال ذلك, غضبا عليهم, حيث تجرأوا على محارم الله, وأفسدوا عباد الله, وصدوا عن سبيله.
ولكمال معرفته بربه, بأن الله سيعاقبهم على ما فعلوا, بإغلاق باب الإيمان عليهم.