يقول تعالى - مبينا لربوبيته, وإلهيته, وعظمته:- " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ " مع أنه قادر على خلقها في لحظة واحدة.
ولكن لما له في ذلك من الحكمة الإلهية, ولأنه رفيق في أفعاله.
ومن جملة حكمته فيها, أنه خلقها بالحق وللحق, ليعرف بأسمائه وصفاته ويفرد بالعبادة.
" ثُمَّ " بعد خلق السماوات والأرض " اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " استواء يليق بعظمته.
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ " في العالم العلوي, والسفلي, من الإماتة والإحياء, وإنزال الأرزاق, ومداولة الأيام بين الناس, وكشف الضر عن المضرورين, وإجابة سؤال السائلين.
فأنواع التدابير, نازلة منه, وصاعدة إليه, وجميع الخلق, مذعنون لعزته, خاضعون لعظمته وسلطانه.
" مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ " فلا يقدم أحد منهم على الشفاعة, ولو كان أفضل الخلق, حتى يأذن الله.
ولا يأذن, إلا لمن ارتضى, ولا يرتضي إلا أهل الإخلاص والتوحيد له.
" ذَلِكُمْ " الذي هذا شأنه " اللَّهُ رَبُّكُمْ " أي: هو الله الذي له وصف الإلهية الجامعة لصفات الكمال, ووصف الربوبية, الجامع لصفات الأفعال.
" فَاعْبُدُوهُ " أي: أفردوه بجميع ما تقدرون عليه من أنواع العبودية.
" أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " الأدلة الدالة, على أنه وحده, المعبود المحمود, ذو الجلال والإكرام.