تفسير القرطبي - سورة القارعة الآية ١
سورة الناس تفسير القرطبي
ٱلْقَارِعَةُ ﴿١﴾
أَيْ الْقِيَامَة وَالسَّاعَة ; كَذَا قَالَ عَامَّة الْمُفَسِّرِينَ .وَذَلِكَ أَنَّهَا تَقْرَع الْخَلَائِق بِأَهْوَالِهَا وَأَفْزَاعهَا . وَأَهْل اللُّغَة يَقُولُونَ : تَقُول الْعَرَب قَرَعَتْهُمْ الْقَارِعَة , وَفَقَرَتْهُمْ الْفَاقِرَة ; إِذَا وَقَعَ بِهِمْ أَمْر فَظِيع . قَالَ اِبْن أَحْمَر : وَقَارِعَة مِنْ الْأَيَّام لَوْلَا سَبِيلهمْ لَزَاحَتْ عَنْك حِينَا وَقَالَ آخَر : مَتَى تَقْرَع بِمَرْوَتِكُمْ نَسُؤْكُمْ وَلَمْ تُوقَد لَنَا فِي الْقِدْر نَار وَقَالَ تَعَالَى : " وَلَا يَزَال الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة " [ الرَّعْد : 31 ] وَهِيَ الشَّدِيدَة مِنْ شَدَائِد الدَّهْر .